سرحان يشرب قهوته في الكافيتيريا 1
*********
يجيئون
أبوابنا البحر فاجأنا مطر لا إله سوى الله
فاجأنا
مطر و رصاص هنا الأرض سجادة و الحقائب
غربة
يجيئون
فلتترجل كواكب تأتي بلا موعد
و الظهور التي
استندت للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث
أنت لا تعرف اليوم لا لون لا صوت لا طعم
لا شكل يولد سرحان يكبر سرحان
يشرب خمرا و يسكر يرسم قاتله و يمزق
صورته ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا
و يرتاح سرحان
سرحان! هل أنت قاتل ؟
و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه ثم تهرب
ذاكرة من ملف الجريمة تهرب تأخذ
منقار طائر
و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر
و سرحان متّهم بالسكوت و سرحان قاتل
و ما كان حبا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان
قيود تلد
سجون تلد
مناف تلد
و نلتف باسمك
ما كان حبا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان
و نعرف كنا شعوبا و صرنا حجارة
و نعرف كنت بلادا و صرت دخان
و نعرف أشياء أكثر
نعرف لكن كل القيود القديمة
تصير أساور ورد
تصير بكارة
في المنافي الجديدة
و نلتف باسمك
ما كان حبا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان
و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك سرحان
من نسل تذكرة و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس
مياهك ما اسمك
نسيت
و ما اسم أبيك
نسيت
و أمك
نسيت
و هل نمت ليلة أمس
لقد نمت دهرا
حلمت ؟
كثيرا
بماذا
بأشياء لم أرها في حياتي
و صاح بهم فجأة
لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا
لماذا شربتم زيوتا مهربة من جراح المسيح
و سرحان متهم بالشذوذ عن القاعدة
رأينا أصابعه تستغيث و كان يقيس السماء بأغلاله
زرقة البحر يزجرها الشرطي يعاونه خادم آسيوي
بلاد تغير سكانها و النجوم حصى
و كان يغني مضى جيلنا و انقضى
مضى جيلنا و انقضى
و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة دم كالمياه
و ليس تجففه غير سورة عم و قبعة الشرطي
و خادمة الاسيوي و كان يقيس الزمان بأغلاله
سألناه: سرحان عم تساءلت؟
قال: اذهبوا، فذهبنا
إلى الأمهات اللواتي تزوجن أعداءنا
و كن ينادين شيئا شبيها بأسمائنا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين قمحا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين عدلا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين يافا
قيأتي الصدى حرسا
و من يومها كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا
نقيس السماء بأغلالنا
و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة
يعانق سائحة و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة
و سرحان متهم بالضياح و العدمية
و كل البلاد بعيدة
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان)
ورائحة البن جغرافيا
و ما شرّدوك . و ما قتلوك .
أبوك احتمى بالنصوص، و جاء اللصوص
و لست شريدا. و لست شهيدا. و أمك باعت
ضفائرها للسنابل و الأمنيات و فوق سواعدنا
فارس لا يسلم (وشم عميق ). و فوق أصابعنا
كرمة لا تهاجر ( وشم عميق (
خطى الشهداء تبيد الغزاة
(نشيد قديم)
و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع
(حلم قديم –جديد)
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ).
و رائحة البن جغرافيا
و رائحة البن يد
و رائحة البن صوت ينادي.. و يأخذ
رائحة البن صوت و مئذنه (ذات يوم تعود).
و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش
الماء يوما و يبقى الصدى .
و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر
سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه. و يحمل تأشيرة
لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان
قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها.. و سرحان
قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها.. و أين ؟
و لست شريدا.. و لست شهيدا
و رائحة البن جغرافيا.
و سرحان يشرب قهوته ..
و يضيع
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي
و أبقى ؟
خلقت هنا.. و تنام هناك
مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم. بيةت تغيّر
سكانها. و النجوم حصى .
و خمس نوافذ أخرى، و عشر نوافذ أخرى تغادر
حائط
و تسكن ذاكرة.. و السفينة تمضي .
و سرحان يرسم شكلا و يحذفه: طائرات وربّ قديم
و نابالم يحرق وجها و نافذة.. و يؤلف دوله .
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..
و أبقى؟
و لا ظلّ للغرباء.
مساء يرافقهم، و المساء بعيد عن الأمهات قريب من
الذكريات. و سرحان لا يقرأ الصحف العربية.
لا يعرف المهرجانات و التوصيات.فكيف إذن
جاءه الحزن.. كيف تقيّأ ؟
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلى السلطة الجائعة
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى منبر للخطابه
و مستودع للكآبه
و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ
..و لكنها وطني .
من الصعب أن تعزلوا
عصير الفواكة عن كريات دمي ..
و لكنها وطني
من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا
بين حقل الذرة
و بين تجاعيد كفيّ
و لكنها وطني..
لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة
و بين المساء الذي يسكن الكرملا
و لكنها وطني
في الحقيقة و الدم متسع للجميع
و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا
هنا القدس ..
كيف تعانق حريتي_ في الأغاني_ عبوديتي ؟
و سرحان يرسم صدرا و يسكنه
و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام
و يشرب قهوته.. و يضيع
يمزق غيما، و يرسله في اتجاه الرياح. و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
أكلت.. شربت.. و نمت.. حلمت كثيرا. أفقت
تعلمت تصريف فعل جديد. هل الفعل معنى بآنية
الصوت.. أم حركة؟
و تكتب ض. ظ. ق. ص. ع. و تهرب منها، لأن
هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ
حروف تميزنا عن سوانا_ طلعنا عليهم طلوع
المنون- فكانوا هباء و كانوا سدى. سدى نحن
هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير
أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف
السمينة ض.ظ.ص.ق.ع ثم نقول انتصرنا و ما
الأرض؟ ما قيمة الأرض؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟
ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد
و العيد و البنك و البرلمان
و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب
ض.ظ.ق.ص.ع
تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة. لا بد من تربة صالحة
و تمضي السفينة. تبقى غريبا. جراحك مطبعة للبلاغات
و التوصيات. و باسك تنتصر الأبجدية. باسمك
يجلس عيسى إلى مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة
و يحيى العساكر باسمك. تحفظ في خيمة
و تعلب في خيمة. لا هوية إلا الخيام. إذا
احترقت.. ضاع نمك الوطن
و باسمك تأتي و تذهب.باسمك حطّين تصبح مزرعة
للحشيش، و ثوارك السابقون سعاة بريد. و باسمك
لا شيء. يأتي القضاة، يقولون للطين كن جبلا
شامخا فيكون. يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون
و تكتب ض.ظ.ص.ع.ق
تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح، و ماذا ؟
هنالك غيم شديد الخصوبة. لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا؟
و ليست خيامك ورد الرياح. و ليست مظلات شاطيء.
تدجج بأعمدة الخيمة. احترقي يا هويتنا_ صاح لاجيء
و سرحان يشرب قهوته. للجليل مزايا كثيرة
و يحلم، يحلم، يحلم.. آه_ الجليل!
و من كفّ يوما عن الاحتراق
أعار أصابعه للضماد
و صرح للصحفي و للعدسات
جريح أنا يا رفاق
و نال وساما.. و عاد
و سرحان ،
ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال ..
صدري شباك بيت و ما قال..
جلدي سجّادة للوطن