الغائب الحاضر-محمود درويش

[ابو ايهم السراحنة]

آه آه آه
منتصب القامة امشي مرفوع الهامة امشي
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأناامشي وأنا أمشي....
قلبي قمرٌ أحمر قلبي بستان
فيه فيه العوسج فيه الريحان
شفتاي سماءٌ تمطر نارًا حينًا حبًا أحيان....
في كفي قصفة زيتونٍ وعلى كتفي نعشي
وأنا امشي وأنا أمشي....

من اجمل ما كتب درويش غنى مرسيل خليفة

[أمان]

قال محمود درويش: ان مت قبلك
اوصيك بالمستحيل
سالت:هل المستحيل بعيد
فقال: على بعد جيل
سالت:وان مت قبلك
أعزي جبال الجليل
واكتب"ليس الجمالي إلا بلوغ الملائم" والان
لا تنسى:ان مت قبلك
اوصيك بالمستحيل

[أمان]

سمعت في المذياع

قال الجميع : كلنا بخير

لا أحد حزين ؛

فكيف حال والدي

ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله

و الأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟

و كيف حال إخوتي

هل أصبحوا موظفين ؟

سمعت يوما والدي يقول :

سيصبحون كلهم معلمين ...

سمعته يقول

( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )

[ابن البلد]

اختي فلسطينية الكلمات
اخي ابو ايهم السراحنة
اختي امان

كلماتكم و اختياراتكم بعثت في المكان روحا درويشية . انعشت ذاكرتنا بالوطن . و انعشت الوطن بذاكرتنا . الهمتنا تراب الوطن و استلهمت فينا الحياة . بعموم اعمارها و تفاصيل يومياتها

شكرا لكم

[ابن البلد]

1

اخذت المرأة في القصائد" الدرويشية" أشكالا متعددةأهمها:

أولا: المرأة الوطن:

إن المزج بين المرأة والوطن يجعل " محمود درويش" يمد تجاربه الفنية بنفس عاطفي
خصيب، يولد تلك الرؤية الحية،حيث تتحول القصيدة إلى ومضة حلم، يتميز فيه الحب بالوطنية، ويمتزج فيه
صورة الفتاة بالوطن، فلا يعود باستطاعة أحد أن يفرق بين عاطفة الحب نحوالفتاة أو الأم، وبين عاطفة
الحب نحو الأرض والوطن

يقول الشاعر:

وطني ليسحقيبة

وأنا لست مسافرا
إنني العاشق والأرض حبيبة
وفي قصيدة( موت آخر وأحبك) يصرح الشاعر بجمال الوطن وحبه الكبير والعميق له:
وكيف أقول أحبك؟
كيف تحاول خمس حواس مقابلة المعجزة
وعيناك معجزتان
تكونين نائمة حين يخطفني الموج
عند نهاية صدرك يبتدئ البحر
ينقسم الكون هذا المساء إلى اثنين:
أنت ومركبه الأرض
من أين أجمع صوت الجهات لأصرخ:
إني أحبك
ثانيا: المرأة الأخت" الشقيقة":-
أبدى الشاعر" محمود درويش" عواطفا جياشة اتجاه أخته، معبراعن
صحبته واحترامه لها، بل وخوفه عليها باعتباره مسؤولا عنها، وسؤاله عنحالها:
وكيف حال أختنا
هل كبرت .. وجاءها خطاب
ثالثا: المرأة الجدة:
يعبر" درويش" عن احترامه ومحبته لجدته، سائلا عن حالها وأحوالها:
وكيف حالجدتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب
تدعو لنا
بالخير والشباب .. والثواب.

[ابن البلد]

2

رابعا: المرأة الحبيبة:-
لقد أصبحت المرأة في شعر" درويش" رمزا للأرض والوطن

عيونك شوكه في القلب
توجعني ... وأعبدها
وأحميها من الريح.

ويقول في موضع آخر:
من رموش العين سوف أخيط منديل
وأنقش فوقه شعرا لعينيك.

ونراه في قصيدة أخرى" تلك صورتها و هذا انتحار العاشق"، يوحي للقارئ بعلاقة حب وغرام بين رجل

وامرأة، أما بنية القصيدة العميقة، فإنها أبعد بكثير من المعنى الظاهر.

أحب امرأة تمر أمام ذاكرتي وميزاني
ولا تبقى ولا تمضي.
لقد أبدع" محمود درويش" في ربط الوطن بالمرأة بتنوعها المختلف عند الرجل، وخاصة الحبيبة، وهذا ما أفصح عنه في قصيدة النزول من الكرمل
تركت الحبيبة لم أنسها
تركت الحبيبة
تركت ...
أحب البلاد التي سأحب
أحب النساء اللواتي أحب
ولكن غصنا من السرور في الكرمل الملتهب
يعادل كل حضور النساء
وكل العواصم
أحب البحار سأحب
أحب الحقول التي سأحب.
ويقول في موضع آخر:
خذيني تحت عينيك
خذيني لوحة زيتية في كوخ
خذيني أية من سفر مأساتي
خذيني لعبة .. حجرا من البيت
ولاحظ هنا تكرار فعل" خذيني" وفيه دلالة واضحة على مدى احتياج" درويش" لوطنه السليب.

أما في قصيدة( الأرض) فتراه يستخدم رمزية امرأة سماها" خديجة" للوطن فلسطين:
أنا الأرض
والأرض أنت
خديجة لا تغلقي الباب
لا تدخلي من إناء الزهور و حبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريقالطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
يقصد محمود درويش بحبل الغسيل في هذه القصيدة هو حبل النور، وحجارة الطريق الطويل هو طريق المقاومة.

[ابن البلد]

3

خامسا: المرأة الأم:
يمثل هذا العنصر الأهم في إبداعات" درويش" الشعرية لمكانته العليا في نفسه،
وتعتبر قصيد ة( إلى أمي) رغم بساطتها، وسهولة ألفاظها وسلاسة لغتها القريبة من القارئ والمستمع، تحمل بعدا دلاليا وإنسانيا عميقا. ونعتقد أن"محمود درويش" استطاع في هذه القصيد ة( وهي من

إبداعاته الأولى فقد ظهرت في ديوان:" عاشق من فلسطين" الذي صدر سنة 1966 م في شباب الشاعر)،أن

يحقق المعادلة الصعبة المستعصية على العديد من الشعراء، المعادلة المتمثلة في اقتران البساطة بالعمق،
وإندماج السهولة في الفنية العالية، وتحقق الاستجابة لذوق القارئ العادي والمتلقي من النخبة المثقفة،ولا
يستطيع ذلك إلا مبدع موهوب.
أحن إلى خبزأمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة
يوما على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا مت

أخجل من دمع أمي

و غطي عظامي بعشب

تعمد من طهر كعبك

خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك

وشدي وثاقي بخصلة شعر
بخيط يلوح في ذيل ثوبك
إن الحديث عن الأم بهذا الشكل هو حنين إلى الوطن، وأيام الصبا الحلوة التي قضاها في ربوعه. والأم هنا
رمز الصبر والعطاء والديمومة والحنان الفياض، وهي تمثل في نظر الشاعر الوطن المسلوب الجريح.
إضافة إلى أن الموضوع نفسه، موضوع" الأم" بذيوعه وتداوله، يشيرفي نفس القارئ، و الشاعر . مزيجا
من مشاعر الحنان والمحبة، والعواطف الإنسانية الجياشة المرتبطة بالنبوة في علاقتها بالأمومة.

[ابن البلد]

4

لقد ربط" درويش" بين المرأة والأرض، من خلال مقدرة شعرية مبدعه، قلما نجدها في شاعر آخر.
فأصبحت من خلالها القصيدة تدخل قارئها على قيمة الشاعر فيها، لأنها غادرت البداهة والارتجال، والتحقت بالبحث الصبور الصارم، عند صدمة اللغة ودهشتها، هي صدمة ودهشة الارتفاع بالحالة الفردية التي علقت التجربة الملحمية.
لقد بلغت الصورة الشعرية في إنتاج درويش الشعري عموما، والشعر المتعلق بالمرأة مداها الوجداني
الموصول بشق النضال في قصيدة" احبك أكثر" حيث يلتئم المبنى بالمعنى خلق المعنى النضالي المشدود إلى روح مقاتلة، تعني في العشق حد الهلاك: وهذا ما نراه في قصيدة( ورد أقل):
تكبر .. تكبر
فمهما يكن من جفاك
سيبقى بعيني ولحمي، ملاك
وتبقى كما شاء لي حينا أن أراك
نسيمك عنبر
وأرضك سكر
وإني أحبك أكثر



منقول

[ابن البلد]

من روائع محمود درويش للمرأة

انا امرأة لا اقل ولا أكثر

أعيش حياتي كما هي
خيطا فخيطا
وأغزل صوفي لألبسه * لا لأكمل قصة هومير أو شمسه
وأرى ما أرى
كما هو في شكله
بيْد أني أحدق ما بين حينٍ وآخر في ظله
لأحس بنبض
فأكتب غدا
على ورق الأمس : لا صوت إلا الصدى .
أحب الغموض في كلمات المسافر ليلاً إلى ما اختفى
من الطير فوق سفوح الكلام
وفوق سطوح القرى
أنا امراة لا أقل ولا أكثر
تسندني زهرةاللوز
في شهر آذار ، في شرفتي
حنينا إلى ما يقول البعيد :
" المسيني لأُورد خيلي ماء الينابيع "
أبكي بلا سبب واضح ، و أحبك
أنت كما أنت ، لاسندا
أو سدى
و يطلع من كتفيّ نهارعليك
و يهبط حين أضمك ، ليل إليك
و لست بهذا أوذاك
لا ، لست شمسا ولا قمرا
أنا امرأة ، لا أقل ولاأكثر
فكُن أنت قيس الحنين
إذا شئت . أما أنا فيعجبني أن أحب كماأنا
لا صورة ملونة في الجريدة
أو فكرة ملحنة في القصيدة بين الأيائل
أسمع صرخة ليلى البعيدة
لا تتركيني سجينة قافيةٍفي ليالي القبائل
لا تتركيني لهم خبرا ...
أنا امرأة * لا أقل ولا اكثر .
أنا من أنا ،مثلما
أنت من انت : تسكن فيّ
و أسكن فيك إليك ولك
أحب الوضوح في لغزناالمشترك
أنا لك حين أفيض عن الليل
لكنني لستأرضا
و لا سفرا
أنا امرأة ، لا أقل و لاأكثر
و يتعبني
دوار القمر
فتمرض جيتارتي
وتراً
وتراً
أنا امرأة ،
لا أقل
و لا أكثر !

[ابن البلد]

حين تطيل التأمل

---

حين تُطيل التأمُّلَ في وردةٍ
جَرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ:
لي أملٌ في الشفاء من الرمل
يخضرُّ قلبُكَ...
حين تُرافقُ أُنثى إلى السيرك
ذاتَ نهارٍ جميلٍ كأيقونةٍ ....
وتحلُّ كضيفٍ على رقصة الخيل
يحمرُّ قلبكَ ...
حين تعُدُّ النجومَ وتُخطئُ بعد
الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
في زُرقة الليلِ
يبيضُّ قلبُكَ ...
حين تَسيرُ ولا تجد الحُلْمَ
يمشي أمامك كالظلّ
يصفرُّ قلبك ...