الموضوع: في ذكرى النكبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-16-2013, 08:17 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ziad sukkar
عضو مبتدئ
 
الصورة الرمزية ziad sukkar
إحصائية العضو






 

ziad sukkar غير متواجد حالياً

 


افتراضي في ذكرى النكبة


برتقالة يافا


في أحد أيام خريف عام 1988 وفي أحد أسواق مدينة تريستي في إيطاليا ، لمحت برتقال للبيع وقد كتب على صندوقه إسم(جافا )
فسالت البائع الايطالي من أين هذا البرتقال فقال (يافا) نطقها بالياء وليس بالجيم ، فاجبته هذا من بلدي ، ثم حضرتني هذه الأبيات :


اتصير يافا برتقالة ***في متاجر بائعين
وأصير حزناً تائهاً ***ألمٌ يزيد مع السنين
لمحت عيوني ومضةً ***من ارضنا تذكي الحنين
فسالت من ملك الشذى*** ما نوع هذا هل تبين
فابان ما أرجوه لكن*** ضرني جرح مكين
لكانما نطق الفصيح*** وعربت لكناته فيما يبين
نطق القضية كلها ***لفظاً يفيد ولا يرين
حلمي الذي قض ***المضاجع عوده للنائمين
أملي سيبقى حاملاً ***في الأرض حزن الحائرين
وقضيتي تبقى معي*** أين اتجهت بلا معين
ويصير تيهي حيرةً*** ما نوع هذا هل تبين
فاجابني مستعجلاً يافا ***وما يدري الحنين
جمع المواجع كلها*** في عبرةٍ لا تستكين
وتزامنت في خاطري*** ذكرى خيام مشردين
وماسي في كل دار*** لم تزل تصدي أنين
ومهاجرون غدو على*** مر السنين مهجرين
شهداء تلك الأرض*** صاروا كل يوم محضرين
كصحيفةٍ يومية معتادةٌ*** الله أكبر كم يهين
ألمي العروبة في الصميم*** ويرفع الشعب الطعين
درجات فوق مراتب المجد*** و فوق حلم الطامحين
واجابته والفخر رغم ***كوارثي كنزي الحصين
ثمري واني من بلاد*** الخصب أرض الأكرمين
وتراودت في خاطري *** الأفكار هل لي من مبين
زرعت بارضي يا ترى ***فمن المزارع من سنين
أمن الذين على الديار *** بقوا وعاشوا صامدين
اسروا فما روعهم*** أسر ولا إبن سجين
كتبوا حياتهم سطور*** من عذاب لا يلين
وتناقلوا ما بينهم ***أحلامهم كنز أمين
جمعوا ماسيهم على أكتافهم ***و غدو إليها قافلين
وصلوا وشوك الأرض*** فوق دروبهم كالياسمين
وبقوا بحلق عدوهم*** شوك يخز المجرمين
ثمر البلاد يعيدني ***من خاطري ألحق اليقين
لاقول صبراً اننا ***للارض نحن العائدون
فيدي التي زرعت*** ستجني لا محالة عائدون


زياد سكر
الجمعة ٢٣ / ٩ / ١٩٨٨ م
تريستى- ايطاليا







رد مع اقتباس