عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-2011, 02:06 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ابن البلد
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ابن البلد
إحصائية العضو






 

ابن البلد غير متواجد حالياً

 


افتراضي


* الثلاثاء 2/4/2002

ـ بدأت الدبابات الإسرائيلية تتقدم نحو مدينة جنين ومخيمها من محاورها الأربعة، وحاولت القوات الإسرائيلية فصل المدينة عن المخيم، فاحتلت عدداً من البيوت في الشارع الفاصل بين مخيم جنين وحي "خلة الصوحة" القريب، واستخدمت سكان هذه البيوت دروعاً بشرية حيث حشرتهم في غرفة واحدة من كل بيت، ومنعتهم من الحركة واستولت على باقي غرف هذه البيوت.



ـ كان من الواضح أن المخيم هو المستهدف بالدرجة الأولى، لهذا اندفع العديد من شبان المدينة إلى داخل المخيم للدفاع عنه بعد أن ظهر من كثافة الحشود الإسرائيلية أن المعركة هناك ستكون شرسة، بينما بقي عدد من المقاتلين مرابطين في أحياء البلدة القديمة، و"السيباط"، و"المراح"، و"الحي الشرقي".



ـ بدأ القتال في أكثر من محور بعد أن حاولت القوات الإسرائيلية اجتياح المدينة والمخيم بالكامل، فجوبهت بمقاومة عنيفة استخدم فيها الشبان الأسلحة الخفيفة والعبوات الشعبية "الأكواع"، كما كانوا يسمونها، وهي عبارة عن قطع مختلفة الحجم من أنابيب المياه معبأة بمواد متفجرة ومغلقة بإحكام مع فتيل صغير للاشتعال، وقد استخدمت على شكل قنابل يدوية، وكذلك على شكل ألغام وضعت في الطرق التي توقع المقاتلون الفلسطينيون أن تسلكها الآليات الإسرائيلية.

ـ بدأ القتال في أطراف المخيم من "الجابريات" إلى "الحي الغربي" إلى أطراف "خلة الصوحة"، وكذلك في محيط "كراج الناصرة" والبلدة القديمة و"السويطات" في المدينة.



ـ كانت الشهيدة الأولى هي الممرضة "فدوى فتحي الجمال"، وأصيبت شقيقتها بعد أن خرجتا من المنزل لمساعدة أحد المصابين، وكذلك كان حال الفتى "هاني عطية أبو ارميلة"، وبعد لحظات استشهد المقاتل "زياد العامر" وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح بعد معركة قاسية مع الإسرائيليين تمكن خلالها زياد ومجموعته من إعطاب دبابة إسرائيلية والسيطرة على بعض قطع السلاح من الجنود الإسرائليين واستشهد "عماد مشارقة" أيضاً في المعركة نفسها.

* الأربعاء 3/4/2002

ـ استمر القتال على أشده في مخيم جنين، وبدأت خسائر الإسرائيليين تتزايد وقتل أحد قادة الوحدات الإسرائيلية المهاجمة وهو "موشيه غبتس". وعلى بوابة مستشفى جنين استشهد الفتى "محمد الحواشين" (13) عاماً.

ـ استولى الجيش الإسرائيلي على عدد من البيوت في أسفل "الجابريات" وفي "حي الزهراء" المواجهين للمخيم من جهة الشمال، وفي حي "الهدف" في الجهة الغربية لمخيم جنين، وحشد أكبر قدر ممكن من الدبابات في محيط المخيم.

ـ استشهد المقاتل "وليد محمود" من "سيريس"، وظلت جثته ملقاة في شارع من شوارع المخيم حتى نهاية المعركة.

ـ قام الجيش الإسرائيلي بتدمير شبكة الكهرباء وقطع التيار الكهربائي عن المدينة والمخيم.




* الخميس 4/4/2002

ـ حاولت قوات الاحتلال تغيير تكتيكها بمحاولة اقتحام المدينة من الجهة الشرقية، فدارت معارك طاحنة في "المراح" والبلدة القديمة و"السيباط" و"شارع فيصل" و"منطقة الكراجات". تراجعت القوات الإسرائيلية مفضلة، على ما يبدو، الإبقاء على معركة واحدة هي معركة المخيم لأنه حسب اعتقادهم مركز المقاومة، وقد أوقفت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف ومنعتها من تقديم أية مساعدة للجرحى، وقامت بإغلاق الطرق الموصلة إلى المستشفى الحكومي وكذلك مستشفيات "الرازي" و"الشفاء" و"أصدقاء المريض" ومنعت بذلك أية إمكانية لوصول فرق الإسعاف إلى الجرحى، وأغلقت مداخل المدينة في وجه موظفي الصليب الأحمر الدولي.

ـ احتلت قوات الاحتلال بعض المنازل المشرفة على المخيم واستخدمتها لإطلاق نيران رشاشاتها على بيوت المخيم.

ـ توغلت قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من المدينة واحتلت بعض المنازل في "حي الدبوس".

ـ حاصرت قوات الاحتلال منزل رئيس بلدية جنين ودارت معارك في محيطه.

ـ منعت قوات الاحتلال سيارات الإطفاء من الوصول إلى المنازل التي اشتعلت فيها النيران، واعتقلت رجال الإطفاء الذين كانوا على متنها.



ـ أصيب "كمال الفحماوي" (42 سنة) إصابة بالغة في ساعده، وأصيب "أمجد عبد الهادي" (30 سنة) في ساعده، و"حسن قلود" (42 سنة) في ظهره.

* الجمعة 5/4/ 2002

ـ حاول الجيش الإسرائيلي طوال اليوم بكل السبل اقتحام المخيم إلا أنه وجد مقاومة عنيفة من المقاتلين الفلسطينيين بأسلحتهم الخفيفة، وحتى ساعات المساء بدا أنه من غير الممكن لجيش الاحتلال اقتحام المخيم، فبدأت دباباته بالانسحاب حتى ساد الاعتقاد بأن العملية انتهت، إلا أن المفاجأة كانت بعد منتصف الليل حين قرر "شاؤول موفاز" رئيس هيئة الأركان آنذاك إخراج قوات الاحتياط من المعركة واستبدال قوات "جولاني" و"جفعاتي" بها، وهي من أفضل ألوية الجيش الإسرائيلي تسليحاً وتدريباً وخبرة. وكان من بين شهداء ذلك اليوم "عطية أبو ارميلة" والد هاني الذي استشهد صبيحة الأربعاء 3/4/2002، والسيدة "عفاف دسوقي". وقد بقي جثمانا "عطية" و "عفاف" في منزليهما ومع أسرتيهما أسبوعاً كاملاً ثم نقلا إلى خارج المخيم لدفنهما.

ـ أعلن موفاز أنه سيحسم المعركة هذا اليوم وأنه سيكون في صبيحة اليوم التالي داخل مخيم جنين.

ـ تقرر دفن سبعة شهداء في ساحة المستشفى بسبب عدم إمكانية إيصالهم إلى المدافن، وعدم وجود ثلاجات كافية لحفظ جثث الشهداء.

ـ وصلت تعزيزات عسكرية إسرائيلية من "شارع حيفا"، وهي عبارة عن أرتال من الدبابات في الساعة 9 مساء.

ـ قصفت قوات الاحتلال مستشفى الرازي في الساعة 9 و15 دقيقة مساءً.

ـ تعرض المخيم وبعض ضواحي المدينة لقصف عنيف من طائرات الأباتشي والدبابات المحيطة.

ـ هدمت قوات الاحتلال "فرن المرشود"، وجزءاً من "بيت المنصور"، و"بيت السجانة" في مدخل "السيباط" الشمالي، وقصفت عمارة فؤاد المركزية.

ـ اندلعت حرائق في بيوت كل من "غازي زكارنه"، و"ناظم سنان"، و"هشام السوقي"، و"العبد العياش"، و"سامح أبو زينه"، وفي مطعم الأقصى.

ـ هدمت قوات الاحتلال صيدلية "راجح أبو أعليا" في مدخل السيباط الغربي ومنزل "محمد جرار" في البلدة القديمة، وعدد من البيوت بجانب "مكتبة العدس" في مدخل البلدة القديمة.

ـ قامت قوات الاحتلال بتجريف قبور الشهداء خلف مستشفى الشهيد د. خليل سليمان.

* السبت 6/4/2002

ـ أعلن موفاز عن فشل العملية وحمل قائدها مسؤولية ذلك، ثم أقاله وأعلن استلامه شخصياً إدارة دفة الأمور. إثر ذلك قامت القوات الإسرائيلية بحشد عدد أكبر من الدبابات في محيط المخيم، ثم شرعت في قصفه بواسطة طائرات الأباتشي على نطاق واسع مستهدفة تدمير المخيم كلياً والوقوف على أنقاضه، واستخدمت لذلك الدبابات والطائرات، وكذا الجرافات التي استفادت من القصف المتواصل للطائرات لشق طرق واسعة من أطراف المخيم الشمالية والشرقية نحو وسطه، وكانت النتيجة أن دمرت أجزاء واسعة من "حارة الدمج"، ومحت كلياً "حارة الحواشين" و"جورة الذهب"، بالإضافة إلى شارع "العودة" والمنطقة المحيطة بالساحة، وأجزاء كبيرة من الحي الغربي.

* الأحد 7/4/2002 إلى الأحد 14/4/2002

ـ سعت قوات الاحتلال إلى تفريغ المخيم من سكانه، فإلى جانب من أجبرهم القصف على مغادرة المخيم والتوجه إلى المدينة والقرى المجاورة، عملت كذلك على اعتقال عدد منهم ونقلهم إلى قرى مجاورة وتركهم هناك، حتى تجمع المئات في مساجد ومدارس قرى "رمانة" و"اليامون" و"كفر ذان" و"سيلة الحارثية" و"برقين" و"كفر قود" و"الهاشمية".

ـ في الأيام 10 و11 و12/4/2002
بدأت قوات الاحتلال في إجبار المواطنين على مغادرة منازلهم في محاولة لإفراغ المخيم من سكانه.

ـ تم الاتصال بالصليب الأحمر لإنقاذ أرواح المدافعين عن المخيم الذين بقوا داخله، بعد أن نفدت ذخيرة أسلحتهم الخفيفة، ، وجرت مفاوضات مع قوات الاحتلال التي تحاصرهم لأجل ذلك، لكنها باءت بالفشل.

ـ رفعت قوات الاحتلال نظام منع التجول لمدة ساعتين عن مدينة جنين فقط وأبقته على المخيم.

ـ وصل مبعوثون أوروبيون إلى المدينة، واجتمعوا مع رئيس بلديتها، لكن سلطات الاحتلال منعتهم من الوصول إلى المخيم.

ـ وافقت قوات الاحتلال على السماح لطواقم المياه والكهرباء والصحة في البلدية بالعمل، لكن سرعان ما عادت إلى إطلاق النار عليهم عشوائياً مدمرة عدداً من آليات البلدية.

ـ دمرت قوات الاحتلال، كلياً، شبكات الكهرباء والمياه والطرق والصرف الصحي والآليات، وحتى معدات وحاويات جمع النفايات.

ـ جرت عدة محاولات للسماح لطواقم الهلال والصليب الأحمر بالوصول إلى المخيم لكنها باءت جميعها بالفشل.


ـ صبت آلة الحرب الإسرائيلية حمم دباباتها وطائراتها المختلفة على من تبقى من مواطنين عزل ومقاتلين نفدت ذخيرتهم، في إبادة جماعية مقصودة لكل من بقي في مخيم جنين، مستبيحة إياه بشراً وحجراً، تعبيراً عن غضبها للصمود الأسطوري الذي أبداه أبناؤه خلال أيام الحصار الطويلة، ورغبة منها في إرسال رسالة ترويع إلى باقي المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، تنذر أهلها بمصير مشابه لكل من يتصدى لجبروتها.







رد مع اقتباس